االمخيمات الفلسطينية بين مشاريع التصفية وحلم العودة
صفحة 1 من اصل 1
االمخيمات الفلسطينية بين مشاريع التصفية وحلم العودة
المخيمات الفلسطينية بين مشاريع التصفية وحلم العودة
قسـم الأبحـاث والدراسات
في تجمع العودة الفلسطيني (واجب)
تمهيد:
أحدثت الهجمة الاستعمارية والصهيونية على فلسطين، تغييرات عميقة في بنية الشعب الفلسطيني، طبقيا وجغرافيا وسياسيا واقتصاديا، حيث كانت هذه التغييرات شاملة للمجتمع من كافة جوانبه.
هذه التغييرات قامت على أساس تحقيق المصلحة الصهيونية والمصالح الاستعمارية الغربية في فلسطين والمنطقة ككل. وقد تمثلت هذه المصالح بالسيطرة الاستراتيجية للاستعمار البريطاني، وبممارسات الحركة الصهيونية المدروسة والمنظمة من أجل اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم والسيطرة عليها من أجل إقامة الكيان الصهيوني الإحلالي على هذه الأرض، وبالتالي بلورة شخصية صهيونية متجانسة في إطار قومي جديد جامع لها.
هذه التغييرات على بنية الشعب الفلسطيني ظهرت طبقيا من خلال تشكل طبقة جديدة غير متجانسة سابقا فاختلطت فيها طبقات الفلاحين مع ملاك الأراضي والعمال مع أرباب العمل، والفقير مع الغني، وابن المدينة مع ابن الريف، لتتشكل في الوضع الجديد طبقة سميت ولا تزال "اللاجئون".
أما سياسيا فقد انتزع من الإنسان الفلسطيني حريته و سيادته وهويته، واقتصاديا فقد الفلسطيني مصدر رزقه وقوت يومه، إن بطرده من أرضه أو متجره أو مصنعه.
وجغرافياً فقد اقتلع ابن الأرض من أرضه وشرد في أماكن مختلفة من هذه الأرض.
وقعت النكبة إذن، وآلت إلى ما آلت إليه من اقتلاع وتشريد لقرابة المليون فلسطيني من أراضيهم، من مدنهم وقراهم وبلداتهم، وتوزع اللاجئون الفلسطينيون عقب ذلك في خمس مناطق أساسية، لم تتجاوز في بعدها عن أماكن سكناهم الأصلية بأقصى حد (100 كم)، ويُردّ ذلك إلى الوعود التي قطعت لهم بالعودة إلى قراهم ومدنهم وبلداتهم بأقرب وقت ممكن، هذه الوعود قدمتها لهم الجيوش العربية التي جاءت للتحرير، والأمم المتحدة ممثلة بالقرارات الدولية الصادرة عنها.
هذه المناطق هي على التوالي:
* الضفة الغربية: والتي ضمت اللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا من وسط فلسطين (القدس واللّد والرملة ويافا) وجزء من سكان الجليل من قرى (مدينة حيفا)، وقدر عدد هؤلاء بـ 320 ألف لاجئ.
* قطاع غزة: وضم اللاجئين من سكان مدن (اللّد والرملة ويافا وبئر السبع) إضافة إلى قرى القطاع التي احتلت عام 1948 مثل (عسقلان وسدود والجورة) وقدر عددهم بـ 210 ألف لاجئ.
* الأردن: وضمت اللاجئين الفلسطينيين من المناطق الوسطى (اللد والرملة ويافا والقدس والمنطقة الجنوبية من عشائر النقب)، وقدر عددهم بـ 94 ألف لاجئ.
* سورية ولبنان: ضمت سكان الجليل من مدن (عكا حيفا ويافا والناصرة وصفد وطبرية وسهل الحولة) وبعض سكان المنطقة الوسطى وقدر عددهم بـ 280 ألف لاجئ، ليصبح العدد الإجمالي للاجئين الفلسطينيين قرابة المليون أو بالتحديد 922,800 لاجئ فلسطيني، وهذه التقديرات أجمعت عليها التقارير الرسمية العربية، وتقارير وكالة الغوث الدولية عام1949، واليونيسيف التي مارست عليها الحركة الصهيونية وعلى موظفيها أبشع أنواع الضغوط لتقليل عدد اللاجئين في سجلاتها، إضافة إلى التقديرات البريطانية التي قدرتهم بـ810 آلاف مغفلة في تقديراتها عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين لجؤوا إلى العراق وعددهم 18,800 لاجئ، واللاجئين الفلسطينيين الذين لجؤوا إلى مصر، ولاجئي الضفة الشرقية لنهر الأردن والذي يبلغ عددهم قرابة المائة ألف، اللاجئين الفلسطينيين الذين بقوا بالقرب من أراضيهم، (في أراضي 1948)والذي قدروا بـ 46 ألف لاجئ.
نشوء المخيمات الفلسطينية:
تشتت اللاجئون الفلسطينيون في هذه البقاع، وشكلوا تجمعات أطلق عليها فيما بعد المخيمات الفلسطينية، التي وفي تعريف لها حسب وكالة الغوث الدولية بأنها قطع من الأراضي خصصت لبناء معسكرات من الخيام لتجميع اللاجئين الفلسطينيين، الذين ليس لهم مأوى وليس لهم قدرة على العمل وإعالة أطفالهم وتأمين لقمة العيش لهم، وهذه البقاع من الأرض تعود ملكيتها للحكومة المضيفة أو مستأجرة من أصحابها لمدد متفق عليها بين الطرفين.. كما عُرّف معها اللاجئ الفلسطيني الذي يسكن فوق هذه البقاع بأنه: "الشخص الذي كانت فلسطين مكان إقامته العادية لفترة لا تقل عن سنتين، قبل نشوب النزاع الفلسطيني ــــ الإسرائيلي في عام 1948 مباشرة والذي فقد من جراء ذلك النزاع دياره ومورد رزقه وأرضه". وبهذه المعايير والتصنيفات عرّف اللاجئ وعرّف معه المخيم الفلسطيني.
منذ الأيام الأولى لعمليات الطرد الجماعي قامت الهيئات الخيرية المحلية بمساعدة هؤلاء اللاجئين وبقيت على مدار سنتين تتكفل بتأمين الحاجيات الضرورية لهم، إلى أن أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثامن من كانون الأول عام 1949القرار رقم 302 والذي تقرر فيه تأسيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى.(الاونروا) وباشرت أعمالها بالإغاثة في أيار عام 1950. وتسلمت من الهيئات الخيرية وقتها قرابة (60 مخيما فلسطينيا)، بعضها لم يستمر بقاؤه والغالبية أخذت طابعها الحالي وتطورت ونمت وتغيرت معالمها مع مرور الزمن.
وإذا ما عدنا إلى تشكيل هذه المخيمات، نجد أنه أنشئ في الضفة الغربية نحو (26 مخيما) هي على التوالي حسب الأقدمية (الدهيشة، الأمعري، عايدة، عقبة جبر، عين السلطان، النويعمة، بلاطة) وهذه المخيمات أنشئت عام 1948، ومخيمات (دير عمار، الجلزون، قلنديا، بيت جبرين، الفارعة، العروب) وقد أنشئت عام 1949، ومخيمات (عسكر، عين بيت الماء رقم1، طولكرم، الفوار) وقد أنشئت عام 1950. ومخيم (نور شمس) أنشئ عام 1952، و(مخيم جنين) عام 1953، مخيم (شعفاط) أنشئ عام 1966.
إضافة لمخيمات (بيرزيت "السقايف"، مخيم قدوره بجانب الامعري، مخيم عناتا) وقد انشئوا في عام 1948، و(مخيم جنيد ومخيم العوجا) واللذان انشئا في عام 1949، وأخيرا مخيم سلواد.
أما في قطاع غزة فقد أنشئ فيه 8 مخيمات هي على التوالي من حيث الإنشاء: (النصيرات وخان يونس) واللذان أنشئا عام 1948، (المغازي ودير البلح ورفح) والتي أنشئت عام 1949، و(مخيم البريج) عام 1952، و(مخيم جباليا) الذي أنشئ عام 1954 و(مخيم الشاطئ) عام 1959.
وفي الأردن أنشئت 5 مخيمات هي (الزرقاء والكرامة) وقد أنشئا في عام 1949 و(اربد) في عام 1951و(الحسين) في عام 1952 و(الوحدات) في عام 1955.
كما أقيمت مخيمات الطوارئ بعد نكسة حزيران عام 1967 واستقبلت النازحين من الضفة الغربية وقطاع غزة، وهذه المخيمات هي على التوالي (مخيم سوف)، وأقيم في عام 1967 و(البقعة، وماركا(حطين)، جرش(غزة)،الطالبية، والحصن (مخيم عزمي المفتي) وجميعها أقيمت في عام 1968.
وفي لبنان أنشئت مخيمات (برج البراحنة، عين الحلوة، المية مية، الرشيدية) في عام 1948 ومخيمات (تل الزعتر، نهر البارد، صبرا وشاتيلا، الجليل "ويفل"، والبص) أنشئت في عام 1949، ومخيم (مار الياس) أنشئ في عام 1952 مخيمي (البداوي، والبرج الشمالي) في عام 1955 ومخيمي (النبطية، ضبيّه) انشئا في عام 1956. إضافة لمخيمات (الدكوانة، جسر الباشا) التي لم تعد موجودة الآن ومخيمات (الشبريحا والقاسمية وأبو الأسود) التي لم تعترف بهم الوكالة كمخيمات حتى الآن..
أما في سورية فقد أنشئت 6 مخيمات هي (خان الشيح، النيرب، والعائدين في حمص) أنشئت عام 1948، ومخيمات (العائدين في حماة، مخيم درعا، ومخيم خان دنون) في عام 1950.
ونتيجة لنكسة حزيران أنشئت مخيمات جديدة هي (مخيم السيدة زينب، ومخيم جرمانا، ومخيم درعا الطوارئ) عام 1967، و(مخيم سبينة) في العام 1968، يضاف إلى ذلك مخيمات أخرى أنشئت في سورية ولم تعترف بها وكالة الغوث مثل (مخيم اليرموك) الذي أقيم في عام 1957 وهو أكبر المخيمات الفلسطينية في الداخل والخارج ومخيم (الحسينية) الذي أقيم في العام 1981، ومخيمات (الرمل، الرمدان، عين التل "حندرات") ومؤخرا أنشئت مخيمات جديدة نتيجة الاحتلال الأمريكي للعراق تجمع فيها الفلسطينيون، إما على الحدود السورية العراقية مثل مخيمي (التنف والوليد) أو داخل الحدود السورية مثل مخيم (الهول).
المخيمات الفلسطينية في دائرة الاستهداف:
لقد حاولت الحركة الصهيونية تزوير الحقائق على الأرض، وضغطت على المؤسسات الدولية لطمس الأرقام الحقيقية لعدد اللاجئين، وعندما لم تستطع تابعت منهجها القديم الحديث ولاحقت اللاجئين في مخيماتهم، فتعرضت تلك المخيمات للمجازر والتفريغ والتشتيت مرات ومرات ونتيجة لهذه الغطرسة الصهيونية وجدنا أن بعض المخيمات الفلسطينية غابت عن الخريطة تماما وذلك إما بالتدمير المباشر، أو بواسطة العملاء في المنطقة الذين كانوا ينفذون إرادة الصهاينة.
لقد دمر عدد من المخيمات الفلسطينية نتيجة لنكسة حزيران، وأفرغت من سكانها مثلما حصل لمخيم "النويعمة" الذي لم يبق فيه أحد، وهجر معظم اللاجئين في مخيم "عين السلطان" ومخيم "جنين" في الضفة الغربية، وارتكبت المجازر في مخيمات خان يونس ورفح ودير البلح وغيرها من مخيمات قطاع غزة.
أما أثناء الحرب الأهلية في لبنان تعرضت المخيمات الفلسطينية للدمار والتصفية في السبعينيات من القرن الماضي على يد الصهاينة وعملائهم، فقد دمرت مخيمات (النبطية وجسر الباشا والدكوانة وتل الزعتر) بالكامل بحيث لم تعد قائمة الآن، وارتكبت أيضا في عام 1982 أفظع مجزرة بحق الشعب الفلسطيني في مخيمي "صبرا وشاتيلا"، حيث اغتيل فيها أكثر من ثلاثة آلاف لاجئ فلسطيني ودمرت أجزاء من المخيمين تدميرا جزئيا، وأخيرا دمر مخيم "نهر البارد" ثاني أكبر مخيمات لبنان وشرد من جديد أكثر من أربعين ألف لاجئ، وأصبحوا ينتظرون في العراء إعادة إعمار مخيمهم من جديد، ولم تنته الهجمة الصهيونية ولم تتوقف بل عملت وتعمل على تدمير بعد المخيمات وتفريغها وتهجير أهلها، وذلك تحت عناوين عدة منها إعادة تأهيل المخيمات أو بالتضييق على اللاجئين في أماكن سكناهم، وإن ما جرى ويجري للاجئين الفلسطينيين في العراق خير مثال.
والآن وفي إحصاء رسمي لوكالة الغوث الدولية بلغ عدد المخيمات الفلسطينية التي تعترف بها 59 مخيما موزّعة على الشكل التالي: (19 في الضفة الغربية، 8 في قطاع غزة، 10 في الأردن، و12 في لبنان، و10 في سورية)، مع وجود مخيمات لا تعترف بها الوكالة، وهي عبارة عن تجمعات للاجئين الفلسطينيين لا تحظى بتقديم الخدمات المقدمة للمخيمات الأخرى إلا جزئيا كالتعليم والصحة فقط، وتتعامل مع احتياجاتهم أو معاملاتهم عبر مخيمات رسمية مجاورة لهم، ومن هذه المخيمات على سبيل المثال لا الحصر (بير زيت "السقايف"، مخيم قدوره، مخيم عناتا، مخيم العوجا، مخيم جنيد) وهي في الضفة الغربية. ومخيمات (المعشوق، والشبريحا، والقاسمية، وأبو الأسود) في لبنان، و(حندرات"عين التل" والرمل واليرموك والحسينية والرمدان) في سورية.
تطور المخيمات الفلسطينية وواقع الخدمات فيها:
هذه هي مخيماتنا الفلسطينية المنتشرة على أرض الوطن وفي دول الشتات الفلسطيني لقد اطلعنا على أسمائها، نشأتها، وما حل بها وما بقي منها، وما استحدث.
وفي هذه المخيمات وعبر ستين سنة من عمر النكبة الفلسطينية عانى فيها اللاجئون الفلسطينيون ما عانوه حتى وصلوا لهذه الصورة التي نراها الآن.
إن من تولى الإشراف على الخدمات الأساسية والإنسانية إبان النكبة حتى تأسيس وكالة الغوث الدولية، هم الهيئات الخيرية كممثلين عن الشعوب العربية المضيفة. وقدموا خلال ذلك الخدمات الأساسية من مأكل ومشرب وبعض الألبسة والأغطية والخيام.
ومنذ العام 1950 وفي شهر أيار بالتحديد، بدأت الوكالة الإشراف الكلي على المخيمات الفلسطينية وعلى مجمل اللاجئين الفلسطينيين فأخذت بتنظيم هذه المخيمات، وعينت مشرفين وعمال نظافة وأمنت الخدمات الضرورية لهم كالماء ودورات المياه والقنوات العادمة، وغير ذلك من الخدمات السريعة.
أما المساكن التي آوت اللاجئين فكانت الخيام، ثم استعيض عنها بغرف مبنية من اللبن سقوفها من القصب والخشب وحصائر القش والتراب، وقد بنت وكالة الغوث الدولية بعض هذه الغرف وبنى اللاجئون أنفسهم البعض الآخر، وذلك إما بمساعدة نقدية أو عينية من الوكالة أو بدون مساعدتها، وجرى في كثير من الحالات تحسين الغرف أو الأكواخ القديمة وإضافة غرفة أو مطبخ أو حمام عليها، أما دورات المياه فكانت مشتركة وموجودة في الشوارع الرئيسة إحداها للنساء والأخرى للرجال، ومع تطور الزمن أصبح لكل عائلة حمامها الخاص بها وداخل مسكنها.
أما المياه فكانت تمدد للمخيمات عبر صنابير تمتد خارج البيوت، ومن ثم ينقلها الأهالي على رؤوسهم.
بعد ذلك تطورت وأقيمت شبكة مياه أوصلت المياه إلى داخل البيوت، ومثل المياه كانت الكهرباء، حيث قدمت الوكالة بالتعاون مع البلديات المجاورة شبكات الكهرباء التي أوصلتها إلى المنازل كافة، كما أنشأت الوكالة من أجل المعونات الغذائية والإعاشات، مركز توزيع المعونات الأساسية ومركزاً للتغذية خاص بالأطفال، إضافة إلى بعض المراكز الصحية والمدارس وقد قامت الوكالة أيضا بتقدم الخدمات البيئية كالتخلص من النفايات وإنشاء الطرق والممرات والمجاري وغيرها مما يخدم نظافة المخيم وصحته، هذه البدايات كان لها الأثر الكبير في تخفيف وطأة المعاناة ومرارة التشرد.
وإذا ما قمنا بنظرة تفحصيه لواقع المخيمات اليوم نجد أن الواقع العام في كل المجالات تقدم ولكن ليس بالمستوي المطلوب:
المستوى التعليمي:
يتألف برنامج التعليم الأساسي لوكالة الغوث في المخيمات من مرحلتين مجموعها تسع سنوات، إلا أن بعض المخيمات تتعدى خدمة الوكالة فيها إلى المرحلة الثانوية كما في لبنان وبعض مخيمات غزة إضافة للتعليم المهني.
وإذا ما قرأنا واقع التعليم في المخيمات الفلسطينية فإننا نقف عند بعض السلبيات التي تعيق الوصول إلى الحالة المثلى في عملية التعلم، وهذه المعيقات تتمثل بما يلي:
- اكتظاظ الصفوف في مدارس الوكالة في المخيمات الفلسطينية حيث تصل إلى 45 وأحيانا أكثر من خمسين طالباً.
- العمل بنظام الفترتين مما يحرم الطالب فعليا من ممارسة أية نشاطات.
- أكثر مباني المدارس في المخيمات تفتقر إلى المواصفات الخاصة بالمدارس.
- تدني نسب النجاح في المدارس حيث وصلت النتائج الحد الأدنى لها في لبنان، فهبطت إلى 49%، بينما بلغت في سورية أعلى مستوى لها 91%.
- ارتفاع عدد الراسبين في المراحل الانتقالية.
- انتشار ظاهرة التسرب من المدارس بسبب اتجاه الطالب إلى العمل مبكرا.
- تراجع عدد المدرسين قياسا إلى عدد التلاميذ من اللاجئين في المخيمات الفلسطينية.
- عجز مراكز التأهيل المهني لاستيعاب كافة الطلاب المتقدمين لديها.
- توقف الوكالة عن صرف جميع أشكال المنح المالية.
البرنامج الصحي:
يشمل هذا البرنامج الحاجات الصحية البسيطة التي لا تلبي أدنى حاجات اللاجئ في هذه المخيمات ويشتمل على عدة أمور منها:
* الطب الوقائي: والذي يتمثل في مجموع المراكز الصحية وعيادات الأسنان والمختبرات والصيدليات ومراكز رعاية الحوامل والأمومة.
* التغذية: يوجد في المخيمات الفلسطينية برنامج تغذية تديرها وكالة الغوث الدولية وتقدم برنامج تغذية للأكثر تعرضا لسوء التغذية بين صفوف اللاجئين مما يحرم الكثير من الاستفادة من هذا البرنامج، ولأنه يخضع لموازين قاسية تضعها الوكالة.
* الصحة البيئية: وتشمل تزويد المخيمات الفلسطينية بمياه الشرب، ووسائل التخلص من الحشرات والقوارض والمساعدة في إنشاء المجاري، وتصريف المياه، ورصف الطرق والممرات، وجمع القمامة من الشارع، ووضعها في حاويات، وفي هذا الإطار تراجعت الخدمات المقدمة للمخيمات في الآونة الأخيرة تحت عنوان تقليص دعم وكالة الغوث الدولية.
* الاستشفاء: وهذا الجانب يكاد يكون معدوما وقد تراجع العمل به رويداً رويداً.
وأخيرا نجد في المخيمات واقعا صحيا صعبا ورديئا، عنوانه قلة المؤسسات الصحية واتساع الهوة بين هرم الحاجيات، وهرم الخدمات المتوفرة، وأن الأمراض المنتشرة بين سكان المخيمات الفلسطينية كافة هي انعكاس لظروف اللجوء والتشتت والغبن الذي لحق بهم، وإذا أردنا تلخيص الأمراض التي تستشري في المخيمات وعدد المرضى لعرفنا وجهاً آخر من المعاناة الحقيقية للاجئين الفلسطينيين:
- أمراض سوء التغذية.
- الاضطرابات النفسية.
- أمراض الحمل ومضاعفاته.
- ارتفاع نسبة الوفيات بين الأطفال والأطفال الرضع بسبب بعض الأمراض.
- الأمراض الطفيلية المعوية وأمراض الأسنان.
- مرض فقر الدم المنجلي.
هذه الأمراض جعلتنا نلمح وبشكل واضح واقعا صحيا سيئا في المخيمات الفلسطينية يمكن الوقوف عندها لتتلخص بما يلي:
- إن إجمالي العلاجات المقدمة لأبناء المخيمات هي سطحية إضافة إلى افتقار الصيدليات لأصناف الأدوية، وخاصة الغالية منها، مما يرهق كاهل أبناء المخيمات مالياً.
- إن دوام العيادات في مستوصفات الوكالة قليل جدا، وهو لا يتجاوز الست ساعات مما يضطر الكثير منهم للذهاب إلى المستشفيات والعيادات الخاصة إن وجدت أصلا.
- الارتفاع اليومي لعدد المرضى وقلة الأطباء في عيادات وكالة الغوث مما يضطر الأطباء إلى العلاجات السطحية للمرضى.
- تحميل اللاجئين أعباء 50% إلى 70%من تكلفة العلاجات التخصصية والأطراف الصناعية.
- الاستمرار بسياسة التقشف تحت حجة النمو السكاني المتزايد والسريع في المخيمات الفلسطينية.
- عدم وجود أطباء تخصصيين في عيادات الاونرو.
- تراجع الخدمات الصحية إلى أدني مستوى لها في الأعوام الأخيرة.
- تقسيم الحالات المرضية المحوّلة للمستشفيات إلى حالات حسب الحاجة الاضطرارية.
- رفض العديد من المستشفيات التعاقد مع الوكالة.
- دفع اللاجئ قيمة 25%من فاتورة العمليات الجراحية.
كل هذه الأعباء ترهق كاهل اللاجئ الفلسطيني، وخاصة من هو في وسط المعركة في غزة والضفة وبعض المخيمات المتضررة مثل مخيم نهر البارد.
البرنامج الإغاثي والخدمي:
خلال أعوام اللجوء الأولى كانت هذه الخدمات حجر الأساس في نشاط وكالة الغوث الدولية، إذ إنها ضمت 12 نوعا من الخدمات شملت تأمين الأرض التي أقيمت المخيمات عليها (استئجار أم هبات)، وتأمين المسكن الأولي الذي كان عبارة عن خيمة وتقديم الطعام بمختلف أشكاله.
وفي البداية كانت خدمات الإغاثة على اختلافها تقدم إلى جميع اللاجئين المقيمين في المخيمات ومن دون استثناء، وفي مرحلة متقدمة قامت دائرة الإغاثة بتقسيم اللاجئين إلى فئات مختلفة، منطلقة في ذلك من أوضاع هؤلاء الاقتصادية.
وكان هناك خلال سنة 1960 أربع فئات: واحدة منها فقط حصلت على جميع أنواع الخدمات المقدمة من الوكالة، وأخرى حصلت على خدمات أقل وبحسب فئتها.
ومنذ مطلع الثمانينات وخلال سنة 1982 على وجه التحديد، تراجعت وكالة الغوث في تقديم الخدمات والإغاثة بصورة حادة، إذ تم التوقف عن صرف حصص الإعاشة للاجئين المسجلين تحت فئة (R) في كل من سورية والأردن والضفة الغربية وقطاع غزة، إلى جانب ذلك ألغت وكالة الغوث الدولية خدمات الإغاثة، والتي كانت تشمل تقديم وجبات الطعام الساخنة لأبناء المخيمات، وتوقفت مراكزها عن توزيع حصص الحليب اليومية وبعض الفيتامينات على أبناء المدارس.
ومن خلال قراءتنا لواقع الخدمات الاجتماعية في المخيمات الفلسطينية نجد أن المستفيدين من هذه الخدمات لا يتجاوزون 5%من مجموع اللاجئين، علما أن أكثر من 36%من لاجئي لبنان يندرجون تحت خط الفقر، وأن حوالي 70% من اللاجئين في غزة هم من حالات العسر الشديد خاصة بعد هذا الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة، وكذلك في مخيمات الضفة مثل مخيم جنين وبلاطة وعايدة وبيت جبرين، ومخيمات لبنان في مخيم نهر البارد والبرج الشمالي وعين الحلوة والبداوي ومخيمات جرمانا والحسينية في سورية.
إن هذا الواقع المفروض على اللاجئين في مخيمات اللجوء جعل الكثير يهرب من هذا الواقع، ويستجيب لضغوط المتآمرين على القضية الفلسطينية، وعلى المخيمات الفلسطينية.
ففي لبنان مثلا ونتيجة الحالة التي يعيشها الفلسطيني هناك، جعله يهاجر إلى البلاد الغربية فينخفض بذلك عدد الفلسطينيين المسجلين من أربعمائة وخمسين ألفاً مسجلين في لبنان إلى أقل من الثلاثة مئة ألف لاجئ، وإن ما يجري للاجئين الفلسطينيين في العراق من قتل ومن تهجير يندرج تحت يافطة استهداف المخيمات الفلسطينية، والتي هي في نهايتها استهداف للقضية الفلسطينية والمفصل فيها حق العودة، والمؤامرة تستمر والمشاريع التصفويّة تتصاعد من دعوات للتوطين، والتهجير، والتعويض والتجنيس، إلى الحلول المتفق عليها ذات الملامح المبهمة، والتي تنطلق منها رائحة عفنة تنذر بالخطر والخطر الشديد..
بعد هذا العرض لواقع المخيمات الفلسطينية، وما طرأ عليها من تبديلات نورد في هذه الدراسة جداول تبين أسماء المخيمات المتبقية حتى الآن، وأماكن تواجدها وتعداد سكانها:
المخيمات الفلسطينية في المملكة الأردنية الهاشمية:
اسم المخيم تابع لمدينة التعداد المخيم تابع لمدبنة التعداد
البقعة عمان 89970 الحصن اربد 21404
عمان الجديد عمان 50579 الزرقاء الزرقاء 18167
ماركا الزرقاء 44028 سوف جرش 16224
جبل الحسين عمان 29756 جرش جرش 15970
اربد اربد الطالبية عمان 5841
إضافة لثلاثة مخيمات تعتبر خارج ولاية الوكالة هي مخيمات: السخنة، مادبا، وحي الأمير الحسن (حنيكين)
المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية:
اسم المخيم تابع لمدينة التعداد اسم المخيم تابع لمدينة التعداد
بلاطة نابلس 22700 الفوار الخليل 7802
طولكرم طولكرم 17920 الفارعة نابلس 7542
جنين جنين 15956 عين بيت الماء نابلس 6666
عسكر نابلس 15501 عقبة جبر أريحا 6134
الدهيشة بيت لحم 12613 عايدة بيت لحم 4663
شعفاط القدس 10612 دير عمار رام الله 2313
الجلزون رام الله 10846 عين السلطان أريحا 1782
قلنديا القدس 10621 بيت جبرين القدس 2032
العروب بيت لحم 10175 الامعري رام الله 10272
نور شمس طول كرم 8971
ابو مجدي- عدد المساهمات : 66
تاريخ التسجيل : 28/10/2010
مواضيع مماثلة
» تهديد إسرائيلى باعتبار أجهزة الأمن الفلسطينية معادية
» تشكيل اللجنة الأمنية الموضوع الأساسي لاجتماع المصالحة الفلسطينية في دمشق
» تشكيل اللجنة الأمنية الموضوع الأساسي لاجتماع المصالحة الفلسطينية في دمشق
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى